عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلّم: كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى إلى فمه الإناء, يقول:
((بسم الله, فإذا أخَّره حمد الله، يفعل ذلك ثلاثاً))
[أخرجه ابن ماجة في سننه]
وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلّى الله عليه وسلَّم, قال:
((مصّوا الماء مصاً ، ولا تعبّوا عباً، فإن الكُباد من العب))
[أخرجه البيهقي في سننه]
حيث أن في الإنسان عصباً، يسمّى العصب الحائر، هذا العصب مربوط بالمعدة والقلب معاً، فلو جاء تنبيهٌ عنيف لهذا العصب، والماء البارد الذي يلقى في الجوف دفعةٌ واحدة و لا يمصُّ مصاً، من التنبيهات الشديدة لهذا العصب الحائر،و هذا العصب الحائر ربما نبَّه القلب، فأوقفه عن العمل، وهناك حالاتٌ كثيرة، حالات موتٍ مفاجئ بسبب تنبيهٍ شديدٍ جداً لهذا العصب الحائر .
أيها الأخوة الكرام, سمّاه العلماء النهي العصبي الذي يؤدي إلى توقف القلب، وقد يحدث الموت فجأةً .
فالنبي عليه الصلاة والسلام، حينما قال: ((مصّوا الماء مصاً، ولا تعبّوا عباً)) هذا توجيهٌ من قبل الله عزَّ وجل، وهذا العصب الذي يرتبط بين المعدة والقلب، اسمه العصب المبهم، أو العصب الحائر، ربما أدّى تنبيهه الشديد إلى نهيٍ عصبي أدى إلى وفاةٍ مفاجئة .
شيءٌ آخر, أن الإنسان حينما يكون في حالة حرٍ شديد، في حالة جهدٍ عالٍ جداً، لو صببت الماء على الآلات المعدنية لتفطَّرت، ولانشقَّت، فكيف الإنسان؟ قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ﴾
[سورة البقرة الآية: 249]
أيها الأخوة الكرام, هذه بعضٌ من توجيهات النبي الصحية، أرجو الله سبحانه أن ينفعنا بها .
المصدر موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية
تعليقات
إرسال تعليق